تعد نوبات الغضب التي تصيب الأطفال من أكثر الأمور المخيفة والمزعجة بالنسبة إلى الآباء والأمهات، لعدم معرفتهم كيفية التعامل معها أو تجنب حدوثها.

يبدأ الأطفال في الصراخ والبكاء داخل المنزل أو في الأماكن العامة، ويصبحون محط أنظار المتواجدين ويعجز ذووهم عن معالجة الموقف.

ستواصل هذه المشكلة إزعاجكم إذا لم تنتبهوا إليها مبكراً، ولم تتعاملوا معها بالشكل المناسب، وقد يستغلها الأطفال أحياناً لتلبية رغباتهم.

ماهي نوبات الغضب؟

نوبة الغضب هي الطريقة التي يعبر بها الأطفال عن إحباطهم، والصعوبات التي يواجهونها في لحظةٍ معينة.

وقد تكون أحياناً مقصودةً لإرغامكم على تلبية رغباتهم. وفي أحيانٍ أخرى، هم لا يستطيعون التعبير بكلماتٍ مناسبة عن مشاعرهم.

وتنتابهم، بسبب ذلك، حالة من التوتر والعصبية والقلق، لا يعرفون كيفية التعبير عنها، فيلجأون إلى الصراخ.

لا يتعمد معظم الأطفال الغضب للتأثير على ذويهم، لكن يجب الانتباه إلى أن الخضوع لرغباتهم للتخلص من هذه الحالة قد يدفعهم لاتباعها في مثل هذه المواقف.

أسباب نوبات الغضب عند الأطفال

تختلف أسباب نوبات الغضب وفقاً لسن الأطفال. في البداية قد لا يسعفهم قاموس مفرداتهم على التعبير بالكلمات، فيلجؤون إلى البكاء والصراخ.

وأحياناً يزعجهم تأخر مهارات اللغة والتخاطب، الذي يمنعهم من التعبير والتواصل مع المحيطين بهم، وقد تصيبهم حالة من الاكتئاب.

كما يزيد الشعور بالجوع أو العطش أو الإرهاق أو التعب، من احتمالية حدوث هذه النوبات واستمرارها حتى إنهاء المشكلة.

وحين يتعرض الطفل إلى موقف يتجاوز حدود قدراته، ولا يستطيع إظهار اعتراضه وعجزه، لا يجد أمامه إلا أن يغضب، وبعض الأطفال لا يحبون إغراقهم بالأوامر.

إذا كنتم في الخارج وتقومون بالتسوق والحركة المستمرة دون توقف، قد ينزعج الطفل لرغبته في الراحة فيصيبه الإحباط ويغضب سريعاً.

طرق منع نوبات الغضب

لا توجد وسيلة مضمونة لمنع أو تجنب نوبات الغضب دائماً، لكن بعض السلوكيات الإيجابية قد تساعد في هذه الحالة.

يمكن للأمهات والآباء اتباع روتين يومي للأطفال، وتجنب تغييره حتى يمكنهم الانتباه في حالة وجود أمرٍ غريب.

وإذا اضطرت الأسرة للخروج من المنزل والتأخر لفترةٍ طويلة، عليهم إعداد وجبة خفيفة لإلهاء الأطفال أو اصطحاب لعبتهم المفضلة.

السماح للأطفال باختيار بعض الأشياء من وقتٍ إلى آخر، أمر جيد لتجنب رفضهم الأمور التي تفرض عليهم مثل اختيار لون قميصهم أو الفاكهة التي يحبونها.

لا تنسوا الثناء على بعض السلوكيات الجيدة لأن ذلك يشعر الأطفال بالاهتمام والتقدير.

لذلك لا تتأخروا عن التعبير المتكرر لهم عن مدى إعجابكم بتصرفاتهم وفخركم بهم وعناقهم أيضاً.

وينصح خبراء التخاطب دائماً بضرورة إجراء أحاديث مع أبنائكم لتشجيعهم على استخدام الكلمات والتعبير عن مشاعرهم.

أفضل وسائل التعامل مع غضب الأطفال

لا تعتبر الاستجابة لرغبات الأطفال أفضل طريقة للرد على نوبات الغضب. بل يستحسن الحفاظ على هدوئكم وتجاهل هذا السلوك.

إذا تطورت الحالة إلى العنف سواء بالركل أو الضرب، امسكوا بأيديهم جيداً حتى يهدأوا، وتحدثوا إليهم بكلماتٍ قليلة توضح أن هذا الغضب لن يثير اهتمامكم.

ولتجنب إيذاء أنفسهم حاولوا التواصل معهم بهدوء وبكلمات مطمئنة واحتضانهم حتى يشعروا بالراحة لتقبل المساعدة.

وفي حال تصاعدت النوبة أخرجوهم من المكان سريعاً، وحددوا لهم مهلةً للعقاب، مثل الجلوس على كرسي معين والبقاء صامتين لبعض الوقت والتزموا بها.

وعندما يهدأون تحدثوا معهم وناقشوا أسباب هذا السلوك، ووضحوا لهم أنه غير مقبول ولن يؤدي إلى نتائج مرضية لأي كان.

أما إذا فشلت كل محاولاتكم في إنهاء الغضب ومنع تكراره، فيفضّل طلب المساعدة من الطبيب المختص لإعطائكم النصائح والإرشادات المناسبة.

 

اترك تعليق

Please enter your comment!
Please enter your name here